لقد فكروا الاخوان 80 عامًا في الوصول للحكم ولم يفكروا لحظة كيف يحكمون
«العدالة والتنمية» المغربي يحافظ على مكاسبه .. وبنكيران يشكل الحكومة للمرة الثانية 4 أحزاب يتنافسون على قيادة الجماعة في الأردن «النهضة» التونسية لن تعيش في جلباب البنا حماس تنتقل من المقاومة إلى المهادنة .. وقطر .. الحضن الدافئ للإخوان الهاربين حل البرلمان يمنح قبلة الحياة لحركة «حدس» في الكويت “تركيا” تحتضن قيادات الإخوان السورية .. والسعودية تتحالف معهم لإجبار “الأسد” على الرحيل “30 يونيو” .. وصل إخوان السودان إلى الحكم وانتحر إخوانهم في مصر “الحزب الإسلامي” الجسر الشرعي لاحتلال العراق مصالح التنظيم تشعل الحرب الأهلية في ليبيا التمويل والمظاهرات وإيواء العناصر .. أسلحة إخوان الخارج لإنقاذ الجماعة الأم محمد حبيب في حواره : نظام مبارك كان حريصًا على بقاء التنظيم الدولي في مصر ليضغط على الدول التي بها فروع للإخوان
رصدت مجلة «الأهرام العربي» خريطة انتشار جماعة الإخوان المسلمين في الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج، وأجابت في ملف عددها رقم 1022 الصادر أمس السبت 19 نوفمبر، عن التساؤل الرئيسي للملف: لماذا نجح إخوان المغرب والأردن وتونس فيما فشلت فيه الجماعة الأم في مصر، حيث حافظت الجماعة في هذه الدول على النجاحات السياسية التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية، مستفيدة من تجربة إخوان مصر الذين سقط حكمهم بعد عام واحد من الوصول إليه، بسبب أنهم فكروا 80 عامًا في الوصول للحكم، ولم يفكروا لحظة كيف يحكمون. بالإضافة إلى تساؤلات فرعية أخرى حول كيفية انتقال الجماعة في عدد من الدول العربية، من سجن التنظيم إلى سجون الأنظمة، ومن سدة الحكم إلى قاعات المحاكم، ومن متحكمين إلى محكوم عليهم، وكيفية انتقال حركة “حماس” التي تمثل إخوان فلسطين من مقاومة الاحتلال إلى مهادنته. وتناول الملف تواجد جماعة الإخوان وفروعها في 22 دولة عربية، حيث رصد الزميل مصطفى حمزة حفاظ حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في المغرب على تشكيل الحكومة للمرة الثانية، بعد حصول الحزب على أعلى مقاعد برلمانية في الانتخابات التي أجريت 7 أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى صعود حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين غير القانونية في الأردن، بحصوله على 15 مقعدًا من إجمالي 130 مقعدًا، في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في سبتمبر الماضي، إثر مقاطعة استمرت لدورتين متتاليتين بسبب نظام “الصوت الواحد”، لينحصر الصراع على قيادة الجماعة التاريخية في الأردن بين 4 أحزاب خرجت جميعها من رحم واحد، هم جبهة العمل الإسلامي، وحزب المؤتمر الوطني “زمزم” بزعامة ارحيل الغرايبة، وحزب الوسط المنشق عن الجماعة في 2001م، إلى جانب حزب «الشراكة والإنقاذ» الذي تقدم بطلب ترخيصه سالم الفلاحات، المراقب العام السابق للجماعة. ورفض حزب حركة النهضة التونسية أن يعيش في جلباب حسن البنا، مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، ليصبح مشاركًا في الحكم غير متفرد به، على عكس ما سعت إليه الجماعة الأم في مصر، من الاستئثار بالسلطة وإقصاء الجميع. وفي السعودية يرصد ملف «الأهرام العربي» رحلة صعود وهبوط جماعة الإخوان المسلمين، منذ احتواء المملكة لهم في ستينيات القرن الماضي لأسباب سياسية، انتقالًا إلى اعتبار جماعتهم جماعةً إرهابية، وتجريم الانتماء إليهم بأي صورة من الصور في 2014م، بعد ثورات الربيع العربي الذي تحول إلى خريف. وعلى النقيض وصف الملف «قطر» بأنها “الحضن الدافيء” لعناصر جماعة الإخوان الهاربين من مصر إليها، كاشفًا السياسة القطرية التي ترفض وجود الجماعة داخلها، مقابل أن تدعمها في كل دول العالم. أما الكويت فقد منح قرار حل البرلمان الذي أصدره العاهل الكويتي الشيخ صباح الأحمد في 16 أكتوبر الماضي، قبلة الحياة للحركة الدستورية الإسلامية المعروفة اختصارًا “حدس” الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ليمنحها الفرصة للمشاركة في البرلمان المقبل بعد الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في 26 نوفمبر الجاري، بدلًا من موعدها المقرر في صيف 2017م، بعد أن كانت مقاطعة للانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2013م، ضمن القوى المعارضة اعتراضًا على تمرير قانون الصوت الواحد دون موافقة مجلس الأمة، والذي يقضى باختيار مرشح واحد لكل ناخب بدلًا من 4 مرشحين. كما كشف ملف «الأهرام العربي» عن سياسة “روغان الثعالب” وتاريخ الغدر والخيانة لدى جماعة الإخوان في اليمن، والتي تتحالف مع أعدائها، بل ومع الشياطين من أجل الحفاظ على التواجد السياسي لها، حتى لو تم ذلك على أنقاض الدولة اليمنية، بالإضافة إلى انتقال إخوان سوريا من المنفى إلى قلب المشهد السياسي عقب اندلاع الانتفاضة السورية في مارس 2011م، ومشاركتهم في الأعمال العسكرية ضد نظام بشار الأسد، متحالفين في ذلك مع عدد من الميليشيات المسلحة. أما في الإمارات فيرصد الملف الموسع لـ«الأهرام العربي» انتقال جماعة الإخوان من السلطة والمشاركة في الحكم إلى الحظر القانوني والتوصيف الإرهابي والاعتقالات والسجون بعد ما كشفت الجماعة عن وجهها السياسي القبيح عقب ثورات الربيع العربي. واستعرض الملف تاريخ الانقلابات السياسية والعسكرية للجماعة الإخوانية في السودان، كاشفًا أن الجماعة السودانية هي الجماعة الوحيدة في الوطن العربي التي وصلت للحكم وتفردت به وحافظت عليه، مؤكدًا أن “30 يونيو” هو عام وصول إخوان السوادن للحكم عام 1989م، وتاريخ سقوط إخوانهم في مصر في 2013م، بعد خروج جموع الشعب المصري رافضين الممارسة السياسية للرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعته، ما أدى لاستجابة الجيش ومساندته لانتفاضة المصريين. كما كشفت «الأهرام العربي» عن الدور الذي لعبه الحزب الإسلامي، ممثل جماعة الإخوان في العراق، كجسر شرعي للاحتلال الأمريكي، في مارس 2003م، ومشاركتهم في مجلس الحكم الأمريكي بقيادة بول بريمر، بازدواجية معهودة، ووصول الشيعة إلى الحكم. وبعد سقوط حكم معمر القذافي بسبب ثورة 17 فبراير 2011م، خرجت جماعة الإخوان المسلمين من السراديب والجحور والمنفى، ليتصدروا المشهد السياسي الليبي، ويشعلوا فتيل الحرب الأهلية، بالتحالف مع تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الأخرى، في مواجهة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. أما في الجزائر فقد رصد الملف التاريخي الوجوه المتعددة لإخوان الجزائر الذين يمثلهم أكثر من حركة وحزب إسلامي يتصدرهم حركة مجتمع السلم “حمس”، الأقرب للجماعة الأم، بالإضافة إلى حركة «الدعوة والتغيير»، الأقرب للتنظيم الدولي. كما رصدت «الأهرام العربي» تواجد محدود لبعض فروع الجماعة في عدد من الدول، مثل الجماعة الإسلامية في لبنان التي كانت ترفض ترشيح ميشال عون الرئيس اللبناني الحالي، وفي موريتانيا تتصاعد الأزمة بين السلطة الحاكمة وحزب التجمع الوطني للإصلاح “تواصل”، بينما تساند جمعية الإصلاح، الممثلة لإخوان البحرين الدولة في مواجهة الحراك السياسي الذي اندلع في 14 فبراير 2014من وفي سلطنة عمان تلقت الجماعة ضربات قاصمة في مهدها، وينحصر دور الإخوان في الصومال من خلال “حركة الإصلاح” وفي جيبوتي على الأنشطة الخيرية دون الدخول في المعترك السياسي، وتواجد محدود في جزر القمر. كما تضمن الملف تحقيقًا حول أسلحة إخوان الخارج لدعم الجماعة الأم، وإنقاذ قادتها من السجون، بالتحريض ضد الدولة المصرية، والتمويل والمظاهرات وإيواء العناصر الهاربة. وفجر الدكتور محمد حبيب، النائب الأول للمرشد السابق في حوار خاص لـ«الأهرام العربي» ضمن هذا الملف الشامل، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث قال إن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك كان حريصًا على “تمصير” قيادة الجماعة وبقاء التنظيم الدولي في مصر ليستخدمه كورقة ضغط سياسية على الأنظمة الأخرى التي يوجد بها فروع لهذا التنظيم.